مخاطر الشذوذ على المجتمع

3٬147

مخاطر الشذوذ على المجتمع

1_ أشدها خطورة الإلحاد:

سطوة الشهوات، ومحاولة الهروب من وخز الضمير من أبرز أسباب الإلحاد بين المثليين حيث يتعارض الاستمتاع بالشهوة مع الشعور بالذنب ووخز الضمير، ويكون على المرء أن يختار بين طاعة الله والانخراط في الشهوات، فيكون قراره هو التخلص من الدين وتكاليفه، وهذا ما يدندن حوله كثير من دعاة الإلحاد حيث يدخلون من باب تقديم الإلحاد بصفته مذهبا وحيدا يمنحهم الحرية الجنسية، ولكن بالطبع هذا الشعور المبدأي بالراحة والتخفف من التكاليف الدينية، يليه بعد فترة – طالت أو قصرت – الشعور بالقلق النفسي وفقدان السعادة، وعدم القدرة على التلذذ بمتاع الدنيا حتى مرحلة اليأس والقنوط والرغبة في الانتحار.[1]

وفي هذا يتحدث ابن القيم رحمه الله: “…ولكن نجاسة الزنا واللواطة أغلظ من غيرها من النجاسات؛ من جهة أنها تفسد القلب، وتضعف توحيده جداً، ولهذا كان أحظى الناس بهذه النجاسة أكثرهم شركا، فكلما كان الشرك في العبد أغلب كانت هذه النجاسة والخبائث فيه أكثر … وكثيرا ما يغلب حب معشوقه، وذكره، والشوق إليه والسعي في مرضاته، وإيثار محابه على حب الله وذكره، والسعي في مرضاته، بل كثيرا ما يذهب ذلك من قبل العاشق بالكلية، ويصير متعلقا بمعشوقه من الصور، كما هو مشاهد، فيصير المعشوق هو إلهه من دون الله عز وجل .. ولهذا كان العشق والشرك متلازمين، وإنما حكى الله سبحانه العشق عن المشركين من قوم لوط فكلما قوي شرك العبد بلي بعشق الصور”.[2]

في دراسة استقصائية للشواذ في أمريكا أوردها موقع pewresearch تبين أن حوالي نصف المثليين لا دينيين.[3]

يقول الشيخ عبد العزيز الطريفي: “أكثر الملحدين يتبنّون الإلحاد لفكّ قيد الشهوات، فإذا ذهبت الشهوة رجعت النفس في صراعٍ مع العقل؛ إمّا تتوب أو تكابر أو تهرب من الصراع بالانتحار”[4].

ومن الأمثلة التطبيقية على ذلك سارة حجازي (انتقلت من الحجاب إلى المثلية والشذوذ الجنسي والإلحاد وختمت حياتها بالانتحار) المقيمة في كندا عن عمر ثلاثين عاماً، حيث انتحرت يوم(13حزيران/ يونيو 2020م)، تاركةً رسالةً مقتضَبةً إلى إخوتها وأصدقائها مودِّعةً إياهم، وتحكي فيها عن قسوة تجربتها الحياتية التي لم تتحمّل مقاومتها.

والناظر في الرسالة يجد أنّها كلامٌ عاطفيٌّ تحاول منه تبرير ما اقترفت يداها من آثامٍ وموبقاتٍ، وكأنّها تلقي باللائمة على ذلك العالم القاسي الذي لم يَسِر على وفق أهوائها وشهواتها المنحرفة، والحقيقة أنّ المشكلة ليست في العالم، بل في اختياراتها الشخصية؛ فهي التي اختارت السير في طريق الكفر والإلحاد والشذوذ الجنسي، قال تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف: 29].

ولنا هنا أن نتساءل: لماذا انتحرت سارة حجازي حيث كان باستطاعتها أن تقول وتفعل ما تشاء في كندا؟ فيمكنها أن تعيش مثليتها بحريّةٍ، وتكفر بالأديان كلّها، وتسبّ الخالق سبحانه، بلا رقيبٍ ولا حسيبٍ، ولا حتّى عتابٍ من قريبٍ أو نقدٍ من بعيدٍ. والجواب باختصارٍ: لقد انتحرت بسبب صدقها مع النظرة المادّية للوجود؛ التي لا تقرّ بوجود خالقٍ لهذا الكون، وأنّ الحياة كلّها عبثٌ في عبثٍ، وأن لا شيء بعد الموت سوى العدم. [5]

2_ أضرار دينية وأخلاقية:

الشذوذ كبيرة من كبائر الذنوب، وسبب للبعد من علام الغيوب، وجرم عظيم حذر منه ربنا جل وعلا.

قال ابن القيم -رحمه الله-: “وهذا داء أعيا الأطباء دواؤه، وعز عليهم شفاؤه، وهو والله الداء العضال، والسم القتال، الذي ما علق بقلب إلا وعز على الورى استنقاذه من إساره، ولا اشتغلت ناره في مهجة إلا وصعب على الخلق تخليصها من ناره”.[6]

ومن أضراره الدينية أيضا أنه يجر صاحبه إلى معاص أخرى، ربما لا تقل عن اللواط قبحا، كما يجره إلى ترك طاعات كان يفعلها، فكم شرب بسببه من المسكرات؟ وكم ضاع بسببه من الجمع والجماعات؟ وكم أغري به من عداوات؟

ثم إن الاسترسال بهذا الأمر يقود الإنسان إلى محبته، فيحب الفاحشة ويبغض العفة، فيقع في محبة ما كرهه الله، وبغض ما أحبه الله.

وقد يقوده التمادي به والاستمرار عليه إلى استمرائه، وعدم النفور منه، وربما قاده ذلك عياذا بالله ـ إلى استحلاله.

أما أضراره الخلقية ـ فكثيرة جدا؛ فاللواط لوثة خلقية، وانحراف عن الفطرة السوية، فمن تلك الأضرار الخلقية التي لا بد أن تنجم عنه ما يلي:

1 ـ قلة الحياء:

فالحياء هو الحياة، وإذا ذهب الحياء ـ فلا خير في الحياة، وصدق من قال:

فلا والله ما في العيش خير … ولا الدنيا إذا ذهب الحياء

إذا لم تخش عاقبة الليالي … ولم تستحي فاصنع ما تشاء

2 ـ سوء الخلق.

3 ـ قسوة القلوب وغلظ الأكباد.

4 ـ قتل المروءة والشهامة، والنخوة والكرامة.

5 ـ الشرة والعدوانية، وحب الجريمة والجرأة على فعلها.

6 ـ ذهاب الغيرة من القلب، وحلول الدياثة محلها.

7 ـ تفككك الأسر وتفرق البيوت.

فالفاحشة مدعاة لتفكك الأسر، وتفرق البيوت، فإذا ما ابتليت أسرة بانحراف أحد أبنائها، فلا ريب أنها ستتأثر بذلك أيما تأثر؛ فهذا المنحرف سيسبب لها العديد من المشكلات، وسيجرها إلى ويلات إثر ويلات، وذلك من خلال تشويه سمعة أسرته، أو إفساد بقية إخوته، أو جلب أجهزة الفساد لأهل بيته، أو إشغالهم بما يسببه لهم من مشكلات مع الناس، مما يجعل بناء الأسرة يهتز، ويضعف، وينهار.

8 ـ عزوف الرجال عن الزواج.[7]

3_ إلغاء الهوية الفطرية (الذكر والأنثى):

اختراع ما يسمى “الهوية الجندرية” هو من أخطر ما تروج له هذه الفاحشة الشاذة، بل لا نبالغ إذا قلنا: إنها أخطرها على الإطلاق؛ لأنها محاولة لفلسفة وعقلنة الشذوذ بطريقة لا تخطر على بال قوم لوط أنفسهم، ولا حتى الشيطان نفسه!

وكلمة (Gender) تعني “النوع الجنسي” بمعنى: أن تحديد هوية نوع الإنسان متروك للإنسان ذاته، ويعد هذا التحديد طبقا لهذه الفلسفة من أصل أصول الحرية سواء أكانت من منظور ليبرالي أو منظور يساري راديكالي، ويرتبط بموضوع “الهوية الجندرية” موضوع لصيق به، وهو “التوجه أو الميل الجنسي Sexual Orientation ” وهو: أن الإنسان هو الذي يحدد لنفسه ما يشاء من الميول الجنسية، فيصبح تحديد “نوعك الجنسي” لا علاقة له بالخلقة التي خلقك الله جل جلاله عليها (ذكرا أو أنثى)، إنما هو اختيار ذاتي، ويصبح تحديد “ميولك الجنسية” لا علاقة له ابتداء بطبيعة الخلقة (أن يميل الذكر للأنثى، والعكس)، إنما هو اختيار ذاتي.. حر.. مطلق تماما من أي قوانين بيولوجية أو فطرية.. طبية أو أخلاقية أو دينية.

وإن “الثقافة والمجتمع” هو الذي يفرض على الأطفال هويتهم الجندرية هذه، بطريقة تعامله معهم، وبالتالي فهي “مكتسبة” ولست “فطرية طبيعية”، ومن ثم فمن حق هؤلاء الأطفال عندما يكبرون تغيير هويتهم حسب رؤيتهم الخاصة، فهم أحرار في ذلك..

ولذلك، تكون هناك “توصيات تربوية تعليمية!” بعدم التعامل مع الأطفال حسب جنسهم، وعدم الفصل بين الجنسين في التعبيرات، والمعاملات، وحتى في أسماء الإشارة التي تفُرق بين الذكر والأنثى! وذلك من أجل تحرير وتعديد “النوع الجندري الاجتماعي”!

وهذه الفلسفة تدمر كل تعريف للإنسان، وتفكك كل الثوابت والمفاهيم الفطرية، والدينية، باسم “العلم، والدراسات، والبحوث” البريئة بطبيعة حالها -بزعمهم- من التحيز والحكم المسبق، وهي “دين مكتمل الأركان” مهما زعموا الحياد العلمي، وأدبيات البحث العلمي.[8]

رحم الله الدكتور عبد الوهاب المسيري إذ قال: الدفاع الشرس عن الشــذوذ الجنسي والدعوة إلى تطبيعه، في جوهره ليس دعوةً للتسامح أو لتفهم وضع الشـواذ جنسيِّاً، بل هو هجوم على المعيارية البشريّة وعلى الطبيعة البشرية كمرجعيّة نهائيّة، وكمعيارٍ ثابت يمكن الوقوف على أرضه لإصدار أحكام وتحديد ما هو إنساني وما هو غير إنساني. والشـذوذ الجنسي هو محاولـة أخرى لإلغاء ثنائية إنسانية أساسية هي ثنائية الذكر/ الأنثى التي تستند إليها المعيارية الإنسانية.[9]

4_تدمير مؤسسة الأسرة وإضاعة الأنساب:

الوسيلة الرئيسة لتأكيد المكانة الحصينة للسدوميين (نسبة لقوم لوط) في المجتمع كانت الترويج لفكرة التخلي التام عن مؤسسة الأسرة التي أسموها بالظاهرة المتخلفة التي عفا عنها الزمن، غير أنهم عندما أدركوا أن هذا الطلب لن يمر، قاموا بتغيير تكتيكاتهم وراحوا يدافعون بشدة عن شرعنة الزواج من الجنس نفسه واضعين نصب أعينهم هدف تفجير مؤسسة الزواج من الداخل، كانت هذه هي المرحلة الأساسية للثورة الجنسية الموجهة ضد الطبيعة الإنسانية وضد القانون الغربي.

تطالب الاتحادات المعنية استثناء مفهوم الجنس أي الرجال والنساء من التشريعات واستبدالها بالمفاهيم التي ذكرت سابقا حول بعض المخلوقات غير الجنسية:

المتزوج من a المتزوج من b

الوالد: a

الوالد: b

الشريك: a

الشريك: b

والتي تدخل ليس فقط في القانون المدني، ولكن أيضا في الوثائق القانونية التي تنظم قضايا العمل والضمان الاجتماعي …إلخ، أي أن الرجل والمرأة والزوج والزوجة يختفون بوصفهم ذوات قانونية، وتتغير بنية الأسرة كما هي عليها داخل الإطار القانوني، وبما أن زواج المثليين ينطوي على الحق في تبني الأطفال، فإن هذا يغير أيضا طبيعة القرابة، ويلغي العلاقات مع الوالدين البيولوجيين، ويبقي الأطفال دون جذور، أي أن القانون التشريعي يحاول تغيير الواقع البيولوجي وخلق جنس بشري جديد.

إن مشكلة إضفاء الشرعية على الزواج المثلي وتوسيع استخدام تقنيات الإنجاب المدعومة من قبل أشخاص مثليين حلت قانونيا في إطار الأمم المتحدة ووافق عليها الاتحاد الأوروبي.[10]

5_ الأمراض الجنسية:

لا تمر العلاقات الجنسية المحرَّمة دون عقاب دنيوي – قبل الأخروي -، وحيث إن الشذوذ الجنسي يترافق كثيراً بتعاطي العقاقير أو المخدرات، فإن خطر الأمراض والأوجاع يصبح أشد.

وذكرت الدكتورة ناديا العوضي في مقالين عن الشذوذ الجنسي أشهر الأمراض التي تصيب اللوطيين وفق أحدث الدراسات والمعطيات ضمن الأمراض التي تنتشر بين الشاذين:

١- الإيدز:

بحسب أحدث تقرير (مراكز الوقاية من الأمراض الأمريكية) فإن أغلبية حالات الإيدز في أمريكا تحدث عند الرجال الذين يمارسون اللواط.

فمن أصل (754،103) حالة إيدز في أمريكا يمثل الرجال الذين يمارسون اللواط (٣٤٨،657) حالة، وليس هذا على نطاق أمريكا فحسب، بل إن تقرير منظمة الصحة العالمية الأخير يشير إلى أن الشاذين جنسياً يمثّلون (٦،68 %) من حالات الإيدز في هولندا، و(8،65 %) في بريطانية.

ويحدث هذا كله رغم برامج التوعية المكثفة التي تدعو إلى ما يسمى (الممارسة الجنسية الآمنة)، وكيف يكون الأمان في معصية الله؟

٢- الاضطرابات النفسية:

ذكرت الدراسات العلمية الحديثة وجود علاقة وثيقة بين ممارسة الشذوذ الجنسي والإصابة

باضطرابات نفسية.

ففي دراسة نشرت في مجلة Archives of General Psychiat)) وجد الباحثون أن الشاذين جنسياً من الرجال يصابون باضطرابات مزاجية تستمر أكثر من سنة كاملة بمعدل يفوق ثلاثة أضعاف ما يصيب غيرهم من الناس.

كما أن الشاذات جنسياً يصبن باضطرابات نفسية بمعدل (٤) أضعاف ما يصيب غيرهن من النساء.

وكل هذا ينفي مزاعم الشاذين جنسياً والذين يدَّعون أن الاضطرابات النفسية ما كانت لتصيبهم إلا بسبب نظرة المجتمع إليهم.

وليس هذا فحسب، بل إن دراسة أخرى نشرتها مجلة Archives of General) ) أظهرت أن احتمال محاولة الانتحار عند الشاذين جنسياً كان ستة أضعاف ما هو عليه عند الأسوياء من الرجال.

٣- سرطان الشرج:

ينتشر سرطان الشرج خصوصا بين الشاذين جنسياً من الرجال، وهناك عدد من النظريات التي تعلل انتشار هذا المرض، وآخرها أن الإصابة بسرطان الشرج تتبع إصابة التهابية بفيروس خاص يدعى (H.P.V) يصيب عادة الشاذين جنسيا.

وأظهرت دراسة طبية حديثة أن (٣٨ %) من الرجال الشواذ يصابون بفيروس الشرج الذي يدعى (Human Papilloma Virus) (HPV) والذي ينتقل عن طريق الممارسات الجنسية الشاذة، ولا يرجى برؤه، ويؤدي إلى الإصابة بسرطان الشرج والقضيب، وتعد هذه النسبة خمسة أضعاف أمثالها بين ممارسي الجنس الأسوياء.

٤- الأمراض المعدية التي تنتقل بالممارسات الجنسية غير السوية:

تقول أحدث الدراسات: إن (٥٥ %) من الشاذين جنسياً الذين يشكون من أعراض في منطقة المستقيم والشرج مصابون بالسيلان (التعقيبية)، كما أن (٨٠ %) من المصابين بمرض الزهري هم من الشواذ جنسياً.[11]

5- جدري القرود:

تأكد انتشار فيروس “جدري القردة” في عدد من الدول الغربية، آخرها فرنسا، حوالي 80 حالة مؤكدة في 11 دولة، بما في ذلك المملكة المتحدة، وكثير من المصابين هم من المثليين ومزدوجي الميل الجنسي.[12]

  1. مراهقون بلا مشاكل, مصطفى النجار, ص: 133
  2. إغاثة اللهفان, ص70ـ71.
  3. موقع: pewresearch
  4. bdulaziztarefe@ حساب الشيخ عبد العزيز الطريفي على تويتر.
  5. مركز مناصحة, https://bit.ly/2NA2PqF
  6. الداء والدواء. 212
  7. الفاحشة عمل قوم لوط, محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد, 1/32
  8. المثلية الجنسية بين الإسلام والعلمانية, ص: 48
  9. المادية وتفكيك الإنسان
  10. دكتاتورية المستنيرين، روح الإنسانوية العابرة وأهدافها – أولغا تشيتفيريكوفا, ص: 203
  11. همسة في أذن شاب, د. حسان شمس باشا, ص: 48
  12. موقع: bbc / https://www.bbc.com/arabic/science-and-tech-61535637
Leave A Reply

Your email address will not be published.