تحري الحلال واتقاء الحرام

639

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد..

يزداد النشاط التجاري والإعلاني على وسائل التواصل يوما بعد يوم, وهذا النشاط لا يقتصر تأثيره على الجوانب التسويقية, بل يتعداها إلى أوجه النشاط الاجتماعي والتربوي والثقافي كذلك، فالإعلان يسهم إسهاماً واضحاً في التأثير على المنظومة القيمية والأخلاقية والثقافية للأمة، لما فيه من إيحاءات وإيماءات، وما يختزله في ثناياه من أفكار وتوجهات وقيم ومبادئ الجهة المعلنة، وهو يضطلع بكل مكوناته بدور فاعل في عملية التفاعل الاجتماعي بحيث يصبح مسيراً وموجهاً لكثير من سلوكيات الأفراد.

كما أن المتتبع للإعلانات التجارية وعمليات البيع والشراء على وسائل التواصل اليوم يجد أنها قد شابت الكثير منها المخالفات الشرعية باشتمالها على صور الميسر والقمار والكذب والغش والخداع و التدليس وقلة الحياء والمروءة والطعن في السلع والخدمات والمنشآت المنافسة، فكان من الواجب وضع الضوابط لهذا النشاط ليكون عملاً مشروعاً تسكن إليه النفوس، ويكون بعيداً عن كل ما هو محرم أو فيه شبهة الحرام.

حكم معرفة الحلال والحرام:

حث الله سبحانه وتعالى على التفقه في الدين فقال جلَّ جلاله: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} {سورة التوبة: 122} فيجب على المسلم أن يتعلم من أمور دينه ما هو ضروري لعبادته ولعمله. وقد ورد في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: “طلب العلم فريضة على كل مسلم”.[1]

وقد قال العلماء إن المقصود بالفريضة من العلم ما تتوقف عليه صحة العبادة والمعاملة فلا بد للمسلم أن يتعلم كيفية أداء الصلاة والصيام والزكاة والحج بشكل صحيح وكذا يجب على من اشتغل بعمل من الأعمال أن يتعلم الأمور الأساسية التي لا يصح العمل بدونها، فعلى التاجر المسلم أن يتعلم أحكام البيع والشراء وما يتعلق بالربا حتى يتجنبه ونحو ذلك من الأحكام.

قال ابن عابدين في حاشيته نقلاً عن العلامي في فصوله: من فرائض الإسلام تعلم ما يحتاج إليه العبد في إقامة دينه وإخلاص عمله لله تعالى ومعاشرة عباده وفرض على كل مكلف ومكلفة بعد تعلمه علم الدين والهداية تعلم علم الوضوء والغسل والصلاة والصوم وعلم الزكاة لمن له نصاب والحج لمن وجب عليه والبيوع على التجار ليحترزوا عن الشبهات والمكروهات في سائر المعاملات, وكذا أهل الحرف وكل من اشتغل بشيء يفترض عليه علمه وحكمه ليمتنع عن الحرام فيه.[2]

وقيل في قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} [الكهف: 19] يعني أحل طعاماً.[3]

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “طلب الحلال واجب على كل مسلم”[4]

الحث على تحري الرزق الحلال:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النِّسَاءِ:29]

قال الإمام الطبري: … عن قتادة قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} قال التجارة رزق من رزق الله وحلال من حلال الله لمن طلبها بصدقها وبرها وقد كنا نحدث أن التاجر الأمين الصدوق مع السبعة في ظل العرش يوم القيامة.[5]

وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} … كأنه يقول: لا تتعاطوا الأسباب المحرمة في اكتساب الأموال, ولكن المتاجر المشروعة التي تكون عن تراض من البائع والمشتري فافعلوها وتسببوا بها في تحصيل الأموال.[6]

ثواب الساعي لزرق حلال:

قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} {سورة المزمل: 20}.

قال الإمام القرطبي في تفسير الآية: سوَّى الله تعالى في هذه الآية بين درجة المجاهدين والمكتسبين المال الحلال للنفقة على نفسه وعياله، والإحسان والإفضال، فكان هذا دليلاً على أن كسب المال بمنزلة الجهاد؛ لأنه جمعه مع الجهاد في سبيل الله.

وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء”[7]

قال الطيبي في شرح الحديث: قوله: (التاجر الصدوق الأمين إلخ … ) فمن تحرى الصدق والأمانة في تجارته كان في زمرة الأبرار من النبيين والصديقين ومن توخى خلافهما كان في قرن الفجار من الفسقة والعاصين.[8]

التجارة لا تلهي عن الواجبات عامة ولا تلهي عن الصلوات خاصة:

التاجر الصادق مع الله ومع نفسه هو الذي يوازن بين أمور الدنيا وأمور الآخرة فيعطي كلاً حقه وقد أثنى الله عز وجل على الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ولا عن شيء من الواجبات فقال: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} {سورة النور 37}

قال القرطبي [قوله تعالى: {لَا تُلْهِيهِمْ} أي لا تشغلهم. {تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} خص التجارة بالذكر لأنها أعظم ما يشتغل بها الإنسان عن الصلاة … {عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} اختُلِفَ في تأويله؛ فقال عطاء: يعني حضور الصلاة، وقاله ابن عباس، وقال: المكتوبة.[9]

قال هشيم عن سيار قال: حدثت عن ابن مسعود أنه رأى قوماً من أهل السوق حيث نودي للصلاة المكتوبة تركوا بياعاتهم ونهضوا إلى الصلاة, فقال عبد الله بن مسعود: هؤلاء من الذين ذكر الله في كتابه {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} الآية, … عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان في السوق فأقيمت الصلاة, فأغلقوا حوانيتهم ودخلوا المسجد فقال ابن عمر: فيهم نزلت {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّه}.[10]

كان عمر – رضي الله عنه – يقول للتجار: اجعلوا أول نهاركم لآخرتكم وما بعده لدنياكم. وكان صالحو السلف يجعلون أول النهار وآخره للآخرة والوسط للتجارة.[11]

القناعة بالرزق الحلال:

قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97].

جاء في تفسير الآية المراد بالحياة الطيبة: أنها القناعة.[12]

وإن الاكتفاء بالحلال بعد طلبه والقناعة به أحد أسباب ثلاثة هي مصدر السعادة والاستقرار في الدنيا.

عن عبد الله بن محصن – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها».[13]

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس».[14]

تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من عبودية المال:

حذَّر النبي صلى الله عليه وسلَّم أصحابه من عبودية المال؛ فقال: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ، وَالقَطِيفَةِ، وَالخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ». [15]

قال الحافظ ابن حجر (المتوفى 852هـ) – رحمه الله -: « أي: تشغل البال عن القيام بالطاعة، وكأنه أشار بذلك إلى ما أخرجه الترمذي وابن حبان والحاكم وصححوه من حديث كعب بن عياض: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال”. وله شاهد مرسل عند سعيد بن منصور عن جبير بن نفير مثله وزاد: ولو سِيل لابنِ آدم واديان من مالٍ لتمنَّى إليه ثالثًا… الحديث، وبها تظهر المناسبة جدًّا.[16]

قَوْله “عبد الدِّينَار” أَي طَالبه وخادمه والحريص على جمعه والقائم على حفظه فَكَأَنَّهُ لذَلِك عَبده وَقَالَ شيخ شَيخنَا الطَّيِّبِيّ خص العَبْد بِالذكر ليؤذن بانغماسه فِي محبَّة الدُّنْيَا وشهواتها كالأسير الَّذِي لَا يجد خلاصا وَلم يقل مَالك الدِّينَار وَلَا جَامع الدِّينَار لِأَن المذموم من الْملك وَالْجمع الزِّيَادَة على قدر الْحَاجة قَوْله والقطيفة الدثار المخمل وَهُوَ الثَّوْب الَّذِي لَهُ خمل والخميصة الكساء الْأسود المربع قَوْله إِن أعطي على صِيغَة الْمَجْهُول وَكَذَا وَإِن لم يُعْط قَالَ الله تَعَالَى {فَإِن أعْطوا مِنْهَا رَضوا وَإِن لم يُعْطوا مِنْهَا إِذا هم يسخطون}[17]

مداخل الشيطان إلى تجارة المسلم:

روى الإمام مسلم بإسناده عن سلمان الفارسي – رضي الله عنه – قال: “لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته”[18].

قال الإمام النووي: [قوله في السوق (إنها معركة الشيطان) … فشبه السوق وفعل الشيطان بأهلها ونيله منهم بالمعركة; لكثرة ما يقع فيها من أنواع الباطل كالغش والخداع, والأيمان الخائنة, والعقود الفاسدة, والنجش, والبيع على بيع أخيه, والشراء على شرائه, والسوم على سومه, وبخس المكيال والميزان. قوله (وبها ينصب رايته) إشارة إلى ثبوته هناك, واجتماع أعوانه إليه للتحريش بين الناس, وحملهم على هذه المفاسد المذكورة, ونحوها, فهي موضعه وموضع أعوانه].

الترهيب من كسب الحرام:

كما رغب الإسلام في طلب الحلال رهب من الوقوع في الحرام؛ وبين سبحانه وتعالى أن المال فتنة. فقال: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15].

وأخرج البخاري والنسائي: عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه أمن الحلال أم من الحرام».[19]

وزاد رزين: (فإذ ذاك لا تستجاب لهم الدعوة).

ففي الحديث ترهيب من الحرام وبيان عدم مبالاة الناس (آخر الزمان) بجمع المال من أي طريق كان، وفي الرواية الثانية بيان عدم استجابة الله عز وجل دعاءهم إذ ذاك.

وأخرج البخاري عن خولة الأنصارية رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «إن رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة».[20]

معناه: أنهم يأخذون المال، ويتخوضون (أي يتملكونه، كما يخوض الإنسان المال يمينًا وشمالًا).

وفي رواية الترمذي: «إن هذا المال خضر حلو، من أصابه بحقه بورك له فيه، ورب متخوض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار».[21]

ففي الحديث على الروايتين وعيد بدخول النار، لمن يأخذ المال بغير حقه، ويجمعه من غير حله.

عن أبي هريرة – رضي الله عنه -، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله، فيذهب إلى الجبل، فيحتطب، ثم يأتي به فيحمله على ظهره، فيبيعه فيأكل، خير له من أن يسأل الناس، ولأن يأخذ تراباً، فيجعله في فيه، خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله عليه».[22]

أخلاق التاجر المسلم:

1_ الصدق والأمانة:

إن الصدق والأمانة والنصيحة من أعظم أخلاق التجار فقد ورد في الحديث عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء”[23]

2_ التبكير:

ينبغي التبكير في طلب الرزق قال الإمام الترمذي: [باب ما جاء في التبكير بالتجارة] ثم روى بإسناده عن صخر الغامدي – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “اللهم بارك لأمتي في بكورها، قال: وكان -أي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا بعث سريةً أو جيشاً بعثهم أول النهار وكان صخر رجلاً تاجراً وكان إذا بعث تجارة بعثهم أول النهار فأثرى وكثر ماله”.[24]

قال في التحفة: [(فأثرى) أي صار ذا ثروة بسبب مراعاة السنة. وإجابة هذا الدعاء منه – صلى الله عليه وسلم -].[25]

3_ ذكر الله إذا دخل السوق:

ورد في الحديث عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة”.[26]

واعلم أخي التاجر أن من أهم مفاتيح الرزق وأسبابه التي يُستنزل بها الرزق من الله عز وجل الاستغفار والتوبة إلى الله عز وجل من الذنوب، قال الله تعالى عن نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} {سورة نوح الآيات: 10 – 12}.

وقال الله تعالى عن هود عليه السلام: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} {سورة هود الآية: 52}. فاحرص أخي التاجر على ذكر الله وداوم على التوبة والاستغفار.

4_من آداب التاجر السماحة في البيع والشراء وإنظار المعسر:

السهولة والسماحة في البيع والشراء أمر مطلوب شرعاً وقد وردت أحاديث كثيرة في ذلك منها:

عن جابر – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى”.[27]

وعن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أدخل الله عز وجل رجلاً كان سهلاً مشترياً وبائعاً وقاضياً ومقتضياً الجنة”.[28]

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه … “[29]

وعن أبي اليسر – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ».[30]

أخي التاجر إياك وحلف الأيمان:

وقد نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن كثرة الحلف في البيع والشراء ويلحق به غيرهما من وجوه التعامل بين الناس فقد ثبت في الحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “الْحَلِفُ مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مَمْحَقَةٌ لِلرِّبْحِ”.[31]

قال الإمام النووي: وفيه النهي عن كثرة الحلف في البيع فإن الحلف من غير حاجة مكروه وينضم إليه ترويج السلعة وربما اغتر المشتري باليمين.[32]

  1. قال النووي: وهذا الحديث وإن لم يكن ثابتاً فمعناه صحيح , المجموع 1/ 24.
  2. حاشية ابن عابدين, 1/ 42.
  3. الإمام البغوي, شرح السنة، ج 8 ص 5.
  4. رواه الطبراني في الأوسط كما قال الحافظ الهيثمي: نور الدين علي بن أبي بكر، وحسنه في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، دار الفكر العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية 1967 م ج 1 ص
  5. تفسير الطبري 5/ 32.
  6. تفسير ابن كثير2/ 239.
  7. قال المنذري (ت ٦٥٦)، الترغيب والترهيب ٣‏/٣٨ إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  8. شرح الطيبي على المشكاة, 7/ 2119.
  9. تفسير القرطبي 12/ 279 – 280.
  10. تفسير ابن كثير4/ 559 – 560.
  11. إحياء علوم الدين 2/ 86.

    شرح النووي على صحيح مسلم 6/ 8 – 9.

  12. انظر الشيخ محمد السفاريني الحنبلي، غذاء الألباب لشرح منظومة الآداب، دار الاتحاد العربي للطباعة بالقاهرة 1971 ج 2 ص 225.
  13. رواه البخاري في “الأدب المفرد” (رقم/300) والترمذي في “السنن” (2346) وقال : حسن غريب .
  14. أخرجه الشيخان
  15. [البخاري 2886، 2887، 6435}
  16. [فتح الباري (14/529)].
  17. عمد القاري, 23/45
  18. صحيح مسلم, (2451)
  19. راجع ابن الأثير، جامع الأصول، ج 10 ص 569 حديث رقم 8136. والمنذري في الترغيب والترهيب ج 4 ص 22 رقم 2530. وراجع دون زيادة رزين: صحيح
  20. البخاري, ٣١١٨
  21. الترمذي, ٢٣٧٤
  22. الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة | الصفحة أو الرقم : 7/385 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
  23. أخرجه الترمذي (١٢٠٩ )- قال ابن مفلح (ت ٧٦٣)، في الآداب الشرعية ٣‏/٢٧٠ • إسناده ثقات
  24. سنن الترمذي, ١٢١٢- شعيب الأرنؤوط (ت ١٤٣٨)، تخريج سنن أبي داود ٢٦٠٦ • صحيح لغيره
  25. تحفة الأحوذي, 5/293
  26. رواه الترمذي وابن ماجة. وقال المنذري: [وإسناده حسن متصل ورواته ثقات أثبات] الترغيب والترهيب 2/ 517
  27. أخرجه البخاري (٢٠٧٦)
  28. أخرجه النسائي (٤٦٩٦)، وابن ماجه (٢٢٠٢)، وحسنه أحمد شاكر, تخريج المسند لشاكر ١‏/٢٠٣
  29. مسلم, ٢٦٩٩
  30. مسلم, (3006)
  31. مسلم, (1606)
  32. شرح النووي على صحيح مسلم, 3/ 220.
Leave A Reply

Your email address will not be published.