مفهوم العمل الجماعي وأهميته ومكانته في الكتاب والسنة والسنن الكونية

957

مفهوم العمل الجماعي بالمعنى الشرعي:

العمل الجماعي بالمعنى الشرعي هو تعاون أبناء الأمة المسلمة الواحدة أفرادا وجماعات تعاونا يتكامل فيه عملهم, وتتكاتف فيه جهودهم, ما داموا مخلصين في عملهم, وليس في منهجهم ما يخالف الإسلام –لا أن يتنافسوا ويتعادوا- ويرى كل فرد أو ترى كل جماعة لنفسها الحق في الوجود, وتحكم على غيرها بالخروج عن الجماعة.[1]

وأن يؤدي هذا التعاون في النهاية إلى خدمة الأمة المسلمة والرقي بها مما يحقق مصلحتها ومصلحة أفرادها في العزة والقوة والمنعة, بحيث يتم معالجة الأمراض والمشكلات-والتي هي سبب تفرق المسلمين- وتجاوز نقاط الخلاف إلى أمور كثيرة تجمع المسلمين, ليكونوا في النهاية كيانا واحدا متعاونا على البر والتقوى.[2]

أهمية العمل الجماعي:

تأتي أهمية الموضوع -خاصة في هذا العصر- الذي تداعت فيه الأمم على أمتنا المسلمة من كل حدب وصوب لردعها عن دينها, وفصلها عن هويتها, وسلخها من عقيدتها إلى الكفر والزندقة والإلحاد, وسلخها عن شريعتها, وذلك لسببين:

1_ ما نشاهده من التعاون في كل المجالات من قبل اليهود والنصارى بل والأخطر منهم دعاة الإلحاد وأعداء الفطرة, ومن نسج نسجهم على حرب الإسلام وأهله بكل الوسائل وتوظيفها لهدم بناء الإسلام الشامخ.

2_ وجود التعاون بين التيارات الفكرية النشطة في مجتمع الإسلام والمسلمين من علمانية وقومية وحداثة وتحررية وغيرها من المذاهب والتيارات الفكرية التي تعادي الفكر الإسلامي النير.

لاجتماع هذين السببين كان لزاما على أصحاب الدعوة الإسلامية أن يكونوا قلبا واحدا لمواجهة الخطر الزاحف على عقائد وشرائع الإسلام.[3]

قال تعالى في سورة التوبة:

{وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ٧١}[سورة التوبة:71]

وقبل هذه الآية بآيات وردت آية تتحدث عن المنافقين والمنافقات, كيف يجتمعون على الإفساد:

قال تعالى: {ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَقۡبِضُونَ أَيۡدِيَهُمۡۚ نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡۚ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٦٧}[سورة التوبة:67]

والمعنى: فكما أن المنافقين والمنافقات والفاسقين والفاسقات, والفاسدين والفاسدات يجتمعون على إفساد المجتمع ونشر المنكرات فيه, فيجب على الصالحين والصالحات والعابدين والعابدات والخيرين والخيرات أن تجتمع جهودهم بشكل منظم يحقق رسالة الإصلاح بإشاعة الخير والصلاح في المجتمع.[4]

والقاعدة الفقهية تقول: “ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب”. ومن المؤكد أن خدمة الإسلام في هذا العصر، والمحافظة على كيان أمته، والعمل لإقامة دولته، لا يمكن أن يتم بجهود فردية متناثرة هنا وهناك، بل لا بد من عمل جماعي يضم القوى المتشتتة، والجهود المبعثرة والطاقات المعطلة، ويجند الجميع في صف منتظم، يعرف هدفه، ويحدد طريقه.[5]

العمل الجماعي في الكتاب والسنة

العمل الجماعي في القرآن:

حينما ننظر في القرآن الكريم ونتدبر آياته نجد أن القرآن يغذي هذه الجماعية (العمل الجماعي) بتوجيهاته الدائمة إلى التعاون والتشاور والوفاق:

قال تعالى:

{وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ٢}[سورة المائدة:2]

{وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ١٠٣}[سورة آل عمران:103]

{مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ }[سورة الفتح:29]

{وَٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِرَبِّهِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَمۡرُهُمۡ شُورَىٰ بَيۡنَهُمۡ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣٨}[سورة الشورى:38]

كما يغذيها بالخطاب الجماعي والتوجيهات الجماعية .. التي تلقي المسؤولية على الجماعة كلها متساندة لأنها -في الواقع- مسؤولية كل فرد, ومسؤولية الجميع:[6]

قال تعالى:{وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ٢٥}[سورة الأنفال:25]

{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ ٱلۡكُفَّارِ وَلۡيَجِدُواْ فِيكُمۡ غِلۡظَةٗۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ ١٢٣}[سورة التوبة:123]

{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ ٧}[سورة محمد:7]

{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِينَ ٦}[سورة الحجرات:6]

{وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ٣٩}[سورة الأنفال:39]

{وَجَٰهِدُواْ فِي ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦۚ }[سورة الحج:78]

فكلَّف كل واحد بهذه المهمة بصورة خطاب جماعي, ولم يكلفه بصورة خطاب فردي, إشارة إلى أن كل واحد لا يستطيع أن ينهض بمهمته وحده, وإنما بمعاونة ومساندة الآخرين.[7]

كما نجد في قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ }[سورة المائدة:2] دليلا آخر على مشروعية التجمع والدعوة الجماعية, بل وجوبها إذا كان البر لا يمكن تحصيله بدون بذلك.[8]

قال ابن خويز منداد في أحكامه: والتعاون على البر والتقوى يكون بوجوه، فواجب على العالم أن يعين النّاس بعلمه فيعلمهم، ويعينهم الغني بماله، والشجاع بشجاعته في سبيل الله، وأن يكون المسلمون متظاهرين كاليد الواحدة. [9]

العمل الجماعي في القصص القرآني (ذو القرنين):

يحكي لنا القرآن في سورة الكهف عن نموذج عظيم في التعاون والعمل بروح جماعية، وأثر ذلك في نجاة قوم وحمايتهم من عدوهم، وذلك في قصة ذي القرنين، ((وذو القرنين ملك صالح، أعطاه الله من القوة وأسباب الملك والفتوح ما لم يكن لغيره، فذكر الله من حسن سيرته ورحمته وقوة ملكه وتوسعه في المشارق والمغارب ما يحصل به المقصود التام من سيرته ومعرفة أحواله.

قال تعالى: {حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ بَيۡنَ ٱلسَّدَّيۡنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوۡمٗا لَّا يَكَادُونَ يَفۡقَهُونَ قَوۡلٗا ٩٣قَالُواْ يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِنَّ يَأۡجُوجَ وَمَأۡجُوجَ مُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَهَلۡ نَجۡعَلُ لَكَ خَرۡجًا عَلَىٰٓ أَن تَجۡعَلَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَهُمۡ سَدّٗا ٩٤قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيۡرٞ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجۡعَلۡ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُمۡ رَدۡمًا ٩٥ءَاتُونِي زُبَرَ ٱلۡحَدِيدِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا سَاوَىٰ بَيۡنَ ٱلصَّدَفَيۡنِ قَالَ ٱنفُخُواْۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَعَلَهُۥ نَارٗا قَالَ ءَاتُونِيٓ أُفۡرِغۡ عَلَيۡهِ قِطۡرٗا ٩٦فَمَا ٱسۡطَٰعُوٓاْ أَن يَظۡهَرُوهُ وَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ لَهُۥ نَقۡبٗا ٩٧}[سورة الكهف:97]

أخبر القرآن عن مهمة ذي القرنين في الجهة الشمالية الواقعة جنوب جبال القوقاز, وهي المسماة الآن بأرمينيا وجورجيا وأذربيجان, والقوم الذين كانوا يسكنونها زمن ذي القرنين هم قبائل “كوشيا” ولما شكوا إليه هجمات يأجوج ومأجوج عليهم عبر مضيق “داريال” سد ذلك المضيق وبنى عليه السد, وأقام في المنطقة تسع سنوات, حتى أتم ذلك السد العظيم.

لقد كان أولئك القوم قوما اتكاليين, لا يريدون أن يبذلوا جهدًا ولا أن يقوموا بعمل, ولذلك أحالوا المشكلة على ذي القرنين, وأوكلوا إليه حلها, أما هم فمستعدون لدفع المال له!! {فَهَلۡ نَجۡعَلُ لَكَ خَرۡجًا}.

عفَّ ذو القرنين عن مالهم وزهد فيه, أراد أن يتركوا العجز والكسل والاتكالية, وأن يعلمهم النشاط والعمل والكسب والسعي فقال لهم: {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجۡعَلۡ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُمۡ رَدۡمًا}.

وتعتبر هذه العبارة القرآنية الموجزة {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ} مَعلَماً قرآنيا بارزاً في تضافر الجهود وتوحيد القدرات والطاقات والقوى, كما تقدم لنا قاعدة قرآنية مطردة في إنجاز الأعمال والقيام بالمطلوب.

إن المجتمع المتكامل الناجح, هو الذي تجتمع كافة القوى والطاقات لتحقق الخير فيه, وإن القيادة الناجحة الواعية هي التي تستقطب كافة الإمكانيات والقدرات لتحقيق الغايات المنشودة.

إن أمتنا الإسلامية مليئة بالمواهب الضائعة والطاقات المعطلة, والأموال المهدرة, والأوقات المبددة والشباب الحيارى, وهي تنتظر قيادتها الواعية في كل الأقطار والدول والبلاد لكي تأخذ بقاعدة ذي القرنين في الجمع والتنسيق والتعاون ومحاربة الجهل والكسل والتخلف. [10]

العمل الجماعي في السُنَّة:

لقد اهتمت السنة النبوية بالعمل الجماعي اهتماما كبيرا, ويظهر ذلك جليا من خلال الوفرة الوافرة من نصوص السنة النبوية التي تحث على التعاون والتكافل والاجتماع وعدم التفرق والنزاع قولا وتطبيقا, ولنذكر هنا بعض الأحاديث التي تحث على العمل الجماعي وتنهى عن التفرق:

•عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “… عليكم بالجماعةِ وإيَّاكم والفُرقةَ؛ فإنَّ الشَّيطانَ مع الواحِدِ، وهو من الاثنينِ أبعَدُ، من أراد بُحبوحةَ الجنَّةِ فليَلزَمِ الجماعةَ”.[11]

•عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “.. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”.[12]

•عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بيْنَ أَصَابِعِهِ”.[13]

قال أبو الفرج الجوزي في هذا الحديث: ظاهره الإخبار, ومعناه الأمر، وهو تحريض على التعاون.[14]

•عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَثَلُ القائِمِ علَى حُدُودِ اللَّهِ والواقِعِ فيها، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا علَى سَفِينَةٍ، فأصابَ بَعْضُهُمْ أعْلاها وبَعْضُهُمْ أسْفَلَها، فَكانَ الَّذِينَ في أسْفَلِها إذا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا علَى مَن فَوْقَهُمْ، فقالوا: لو أنَّا خَرَقْنا في نَصِيبِنا خَرْقًا ولَمْ نُؤْذِ مَن فَوْقَنا، فإنْ يَتْرُكُوهُمْ وما أرادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وإنْ أخَذُوا علَى أيْدِيهِمْ نَجَوْا، ونَجَوْا جَمِيعًا. “[15]

يستدل من الحديث على أهمية العمل الجماعي, وذلك من خلال تأكيده على المسؤولية الجماعية فكل إنسان مكلف بحماية المجتمع الإنساني من الفساد والتحلل, وأي تقصير في هذا المجال, فإنه يتحمل مسؤولية هذا التقصير.[16]

ولهذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم يُشبِّه المجتمع بسفينة يجب على ركابها حمايتها من عبث العابثين, فإذا غفلوا عن واحد منهم, فثقب ثقبا في نصيبه أغرقهم وأغرق نفسه.[17]

أجمل مثال تطبيقي يمثل العمل الجماعي في السيرة النبوية (الهجرة):

إننا يجب أن نتدبر بوعي فيما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق رضي الله عنه في هذه اللحظات النادرة، وهما يدبران ويخططان ويرتبان لعملية من أخطر العمليات في التاريخ الإسلامي؛ فهما يريدان أن يخرجا من مكة دون أن يشعر بهما أحد؛ بل من دون أن يشعر أحد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم بأمر الجريمة التي تدبر له حتى لا يعجل الكفار بجريمتهم.

ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني رسول الله وسوف يرعاني الله ويحفظني. بل أخذ -هو وصاحبه- بكل الأسباب الممكنة لإنجاح عملية الهجرة الخطرة.[18]

تكامل في حادثة الهجرة النبوية مبدأ الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله والثقة بتأييده, فكان النجاح والتوفيق والوصول الآمن إلى بقعة التمكين التي انطلقت منها دولة الإسلام, وبني فيها المجتمع الإسلامي الفاضل.

بنظرة سريعة على الخطة النبوية العبقرية التي رسمها النبي صلى الله عليه وسلم لطريق الهجرة نجد المشاركة الفعالة لفريق متميز أدى مهماته خير إتقان على النحو التالي:

1_ علي بن أبي طالب ينام مكان النبي صلى الله عليه وسلم في فراشه:

قال ابن هشام رحمه الله: (.. فأتى جبريل عليه السلام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه. فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه حتى ينام فيثبون عليه، فلما رأى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مكانهم قال لعلي بن أبي طالب، نم على فراشي، وتسج ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم. وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ينام في برده ذلك إذا نام).[19]

2_ أبو بكر رضي الله عنه صاحب السفر:

تروي لنا السيدة عائشة رضي الله عنها ذلك الموقف الرائع لوالدها المحب لله ورسوله الصديق رضي الله عنه:

قالت عائشة رضي الله عنها: “فبينما نحن يوما جلوس في بيت أبي بكر في حر الظهيرة، فقال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فداء له أبى أمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر, قالت عائشة رضي الله عنها : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له، فدخل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أخرج من عندك.

فقال أبو بكر: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله.

قال عليه الصلاة والسلام : فإنه قد أذن لي في الخروج.

فقال أبو بكر: الصحبة بأبي أنت أمي, قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم.[20]

3_ عبد الله بن أبي بكر يتقصى أخبار مكة:

يريد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعلم الوضع في مكة، وتحركات زعماء مكة، فلابد من شخص يأتي لهم بالأخبار إلى الغار كل يوم ليعدلوا على حسبها الخطة لو حصل شيء مخالف للذي رتبوه، فاتفق الرسول صلى الله عليه وسلم مع الصديق رضي الله عنه أن الذي سيقوم بذلك هو عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، فهو سيمكث في مكة طيلة النهار، ثم يأتي إلى الغار في أول الليل، ويجلس معهما في الغار ويخبرهما أخبار مكة، ثم يرجع إلى مكة قبل الفجر، ثم في الصباح الباكر يظهر نفسه للناس ويقف أمامهم ليروه؛ ليوهمهم أنه بات في مكة ولم يكن خارجها.[21]

4_ عامر بن فهيرة والتغطية الأمنية:

سيقوم عامر بن فهيرة رضي الله عنه مولى الصديق رضي الله عنه وأرضاه بدور التغطية الأمنية لهذه العملية، فهو سيرعى الأغنام على آثار أقدام الرسول صلى الله عليه وسلم وأقدام الصديق رضي الله عنه، وبعد ذلك فوق أقدام عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما، من أجل أن يضيع فرصة تتبع آثار الأقدام بقدر استطاعته، وهذا شيء في منتهى الروعة؛ مع أنهم مشوا في اتجاه الجنوب، ولكن كذلك أخذوا حذرهم في هذا.

5_ أسماء بنت أبي بكر ومهمة الإطعام:

إن الذي سيحضر لهم الطعام والشراب فترة الثلاثة أيام في غار ثور السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وكانت حاملا وفي الشهور الأخيرة من حملها، وإن كان المشركون وضعوا مراقبة على أولاد الصديق الرجال، فمن الصعب أن يضعوها على النساء، كما أنهم لم يعتادوا من النساء أن تقوم بمثل هذه الأدوار، وتذكروا أننا نتكلم عما قبل (1400) سنة سابقة، وتخيل معي كيف لامرأة حامل في شهورها الأخيرة تحمل الطعام والشراب وتسير به مسافة (8) كيلو متر من مكة وحتى غار ثور، ثم تصعد الجبل الصعب، وتفعل ذلك ثلاثة أيام متواصلة! لكن لا تستغربوا، فإنها ابنة الصديق رضي الله عنه وعنها.[22]

فكما نرى شارك في هذا العمل العظيم الشباب واليافعين والنساء والرجال والموالي في إشارة واضحة إلى أن البناء السليم لا تبنيه يد واحدة وأن الإنجازات الكبيرة بحاجة لجهد جماعي منظم.

العمل الجماعي في ضوء السنن الكونية

مفهوم السنن الكونية:

يراد بسنن الله -عز وجل- في الكون: القوانين التي تحكم الكون، وحياة الناس قدرا بمشيئة الله، وتجري باطراد وثبات وعموم في حياة البشر، فلله -تعالى- سنن في الأفراد، وسنن في الأمم، وسنن في الحياة وغير ذلك، وهذه السنن لا تتبدل ولا تتأخر، وتأتي مجتمعة فيخضع البشر لها في حياتهم، وسلوكهم، وتصرفاتهم، وبناء على هذه السنن تترتب النتائج في الكون، من نصر، أو هزيمة، أو قوة، أو ضعف، أو عزة، أو ذل، أو غير ذلك، وفي هذه السنن قال الله -تعالى- في القرآن الكريم: {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗاۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحۡوِيلًا ٤٣}[سورة فاطر:43] [23]

_ العمل الجماعي ضرورة من ضروريات الحياة:

إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وركبه على صورة لا يصلح حياتها ولا بقاؤها إلا بالغذاء، وهداه إلى التماسه بفطرته، وبما ركب فيه من القدرة على تحصيله، إلا أن قدرة الواحد من البشر قاصرة عن تحصيل حاجته من ذلك الغذاء، غير موفية له بمادة حياته منه. ولو فرضنا منه أقل ما يمكن فرضه وهو قوت يوم من الحنطة مثلا، فلا يحصل إلا بعلاج كثير من الطحن والعجن والطبخ، وكل واحد من هذه الأعمال الثلاثة يحتاج إلى مواعين وآلات لا تتم إلا بصناعات متعددة من حداد ونجار وفاخوري. هب أنه يأكل حبا من غير علاج؛ فهو أيضا يحتاج في تحصيله حبا إلى أعمال أخرى أكثر من هذه: الزراعة والحصاد والدراس الذي يخرج الحب من غلاف السنبل، ويحتاج كل واحد من هذه إلى آلات متعددة وصنائع كثيرة أكثر من الأولى بكثير، ويستحيل أن توفي بذلك كله أو ببعضه قدرة الواحد، فلابد من اجتماع القدر الكثيرة من أبناء جنسه ليحصل القوت له ولهم.[24]

_ العمل الجماعي لا يختص بالبشر:

يزخر عالم الحيوان بأنماط من العمل الجماعي, لعل أوثقها وأكثرها إيجابية ذلك الذي تعيشه الحيوانات الاجتماعية التي تنتظم في مجتمعات تسودها قواعد صارمة لتوزيع الأعباء وتقاسم المنافع، وتتميز بوجود وسائل فاعلة للتخاطب والتفاهم، كما تبرز فيها قيم عليا كالتفاني والإيثار واستعداد الفرد لبذل حياته طوعا فداء للمجموع.

أما أنماط العمل الجماعي فمع تنوعها وتعدد أشكالها فإن العلماء يقسمون أهدافها إلى قسمين رئيسين للتبسيط، وهما الدفاع أو الحماية و تأمين الحصول على الغذاء والمأوى.

بالطبع هناك أهداف أخرى للتعاون، كاللهو والترويح أو رعاية الصغار وتنشئتهم، غير أن مثل هذه الأهداف يعتبرها العلماء أهدافا ثانوية بالقياس إلى الدفاع وجلب الغذاء.

العمل الجماعي عند الطيور:

من مظاهر تعاون الحيوان بغرض الدفاع مثلا تحرك الطيور في أسراب، فبهذه الطريقة يمكن للطيور أن تراقب بشكل جماعي أي معتد يقترب منها، وعندما يرصد أي طائر خطرا ما فإنه يطلق صيحة تحذير يستجيب لها كل طائر بأن يفر مبتعدا عن مركز السرب فيتشتت الجمع ويتشتت معه تركيز المفترس فيفشل في اقتناص أي من أفراد المجموعة.

العمل الجماعي عند النمل:

وفي النمل الأبيض تبلغ مظاهر التعاون ذروتها في بناء المساكن، إذ تشترك الآلاف وربما الملايين في بناء المسكن. وفي تقديري أن النمل الأبيض أيضا قد سبق البشر إلى ابتكار عمارة الفقراء، فالنمل الأبيض يشيد منازله من أرخص الخامات وأوفرها في بيئته، ألا وهي حبات التراب. وبرغم ضآلة هذه اللبنات إلا أن بعض منازل النمل الأبيض يصل ارتفاعها إلى ما يوازي ارتفاع طابقين من مساكن البشر، ويتمتع بصلابة لا تقل كثيرا عن صلابة الخرسانة الإسمنتية. ولا شك أن منزلا يقطنه ما يتراوح ما بين مئة ألف وعشرة ملايين فرد من النمل لابد أن يكون على هذا القدر من الضخامة والشموخ، كما يجب أن تتوافر فيه وسائل محكمة للتهوية، وطرق لتنظيم الحرارة، ومسالك للإخلاء السريع عند الخطر. وكل ذلك أبدع النمل الأبيض في ابتكاره على أحسن ما يكون من فنون العمارة.[25]

العمل الجماعي عند النحل:

النحل يقسم العمل داخل وخارج الخلية حسب احتياجه، حيث إن العمل داخل الخلية يخص النحل صغير السن، والعمل خارجها يخص النحل الكبيرة، كما نجد هناك النحل الحارس، والنحل المسؤول عن أعمال النظافة داخل الخلية، والنحل المسؤول عن جمع الرحيق، والنحل المسؤول عن تهوية الخلية من الداخل، والنحل المسؤول عن تقديم الرعاية للملكة، كما أن النحلة عند انتهائها من واجبها لا تتوقف عن العمل، بل تذهب لمساعدة أخواتها في أعمالهم طالما كان بإمكانها ذلك، تعتبر مملكة النحل رمزا للتضحية والعطاء؛ فقد تموت النحلة جوعا لتطعم صغار النحل، وقد تموت بردا لتمنح الدفء لغيرها.

يصمد النحل لدرجات الحرارة الباردة باتباع استراتيجية تقوم على توحيد الجهود والتعاون المتبادل, فهي تتضام وتتكتل, لتؤلف ما يشبه الكرة, وتمضي في حركة دؤوبة تشبه الرقص, ولتحقيق غايتها تحرص على تبادل المواقع فيما بينها, فتنتقل الجماعة الموجودة على الحافة الخارجية الباردة إلى الوسط, في حين تتحرك الجماعة التي في الوسط إلى الخارج, وإذا أصرت الجماعة في الوسط على البقاء هناك وترك الباقي على الأطراف, فلربما هلك الجميع.[26]

وقد ذكر الله عز وجل النحل والنمل في القرآن الكريم:

{حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَوۡاْ عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمۡلِ قَالَتۡ نَمۡلَةٞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمۡلُ ٱدۡخُلُواْ مَسَٰكِنَكُمۡ لَا يَحۡطِمَنَّكُمۡ سُلَيۡمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ ١٨}[سورة النمل:18]

{وَأَوۡحَىٰ رَبُّكَ إِلَى ٱلنَّحۡلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتٗا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعۡرِشُونَ ٦٨ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ فَٱسۡلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلٗاۚ يَخۡرُجُ مِنۢ بُطُونِهَا شَرَابٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ فِيهِ شِفَآءٞ لِّلنَّاسِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ ٦٩}[سورة النحل:69]

فهذه البيوت الحامية من ضخامة البشر, وهذا الشراب الشافي لأمراضهم لا يتم إلا بعد جهد جماعي منظم فتأمل!!

_ العمل الجماعي طريق النجاح والابتكار:

أجمع أرباب الإدارة و الأعمال على فعالية العمل الجماعي في نجاح الشركات والمؤسسات والقيادات, وهذا مما ثبت عقلا وواقعا, حيث يقول نابليون هيت:

إن المبدأ الذي يقوم عليه العقل الموجه هو أن اثنين أو أكثر من الناس ينهمكون في ملاحقة هدف محدد مع اتجاه ذهني إيجابي يشكلون قوة لا تهزم.[27]

وليس العمل الجماعي هو طريق النجاح فقط, إنما هو سبيل الابتكار والتنمية والارتقاء بمستوى العمل ونتائجه, فالابتكار يتكلل بالنجاح حينما يجتمع له أشخاص من تخصصات وخلفيات مختلفة, لوضع احتمالات جديدة لم يكن أي منهم يستطيع تصورها بمفرده, يتطلب تحقيق هذا أن يتعاون الأفراد المختلفون في العمل معا على أفضل نحو ممكن.

إن أفراد الفرق الذين يحققون الابتكارات, لا يكتفون بمجرد وضع خبراتهم وأفكارهم ونزعاتهم في مشروع بعينه ثم مزجها معا, بل يجدون سبلا فاعلة للعمل معا والتعاون المثمر فيما بينهم, إنهم يجدون طرقا لإحداث تكامل بين وجهات نظرهم المختلفة تماما, وذلك من أجل وضع احتمالات غير مسبوقة, وهذا هو العمل الجماعي.[28]

ومن أبز الأمثلة الواقعية التي تبرهن فضل العمل الجماعي في نهضة الأمم مدنيا (اليابان) فالسر الحقيقي وراء نجاح اليابانيين هو قدرتهم على العمل معا, وهم لا يعبأون كثيرا إلى من يذهب الفضل والتقدير, بل يهتمون بالعمل معا والفوز معا, وذلك هو السبب الذي جعل (اليابان) واحدة من أغنى البلاد في العالم اليوم.[29]

أما على صعيد المؤسسات الكبرى المهمة في العالم فنذكر بيل غيتس صاحب شركة “مايكروسوفت” حيث عزا نجاح شركته إلى روح الابتكار والعمل الجماعي.[30]

فكما نرى أن غير المسلمين مارسوا العمل الجماعي سبيلا للنجاح والابتكار لإقامة دنياهم وحضارتهم المادية بل لمحاربة المسلمين أيضا, وللأسف فمع أن العمل الجماعي من تعاليم شرعنا فإننا مقصرون بالأخذ به في إقامة دنيانا ونصرة ديننا.

  1. القضماني, محي الدين, كلمات ومواقف, ص: 85
  2. ملكاوي, عدلي, التربية على العمل الجماعي في ضوء الكتاب والسنة, ص: 43
  3. القرشي, عبد الله بن سليم, التعاون وأثره في التغيير, ص: 6
  4. أبو فارس, محمد عبد القادر, أسس في الدعوة ووسائل نشرها, ص: 173_174
  5. القرضاوي, يوسف, فتاوى معاصرة, ص: 664
  6. قطب, محمد, منهج التربية الإسلامية, ص:167
  7. نوح, السيد محمد, توجيهات نبوية, 2/24
  8. زيدان, عبد الكريم, أصول الدعوة, ص: 311
  9. تفسير القرطبي, 6/47
  10. الخالدي, صلاح, مع قصص السابقين في القرآن, 2/341
  11. الترمذي, سنن الترمذي, كتاب الفتن, باب ما جاء في لزوم الجماعة, 6/333, رقم: 2166. وقال:حسن صحيح , جاء في إتحاف الخيرة للببوصيري: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَالْحَارِثُ وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ وَلَفْظُهُمْ وَاحِدٌ. 7/335
  12. مسلم,: بَابُ فَضْلِ الِاجْتِمَاعِ عَلَى تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَعَلَى الذِّكْرِ, /2074, رقم: 2699
  13. البخاري, باب نصرة المظلوم, 3/129, رقم: 2445
  14. كشف المشكل من حديث الصحيحين, 1/405
  15. البخاري, كتاب الشركة, باب هل يقرع في القسمة؟ والاستفهام فيه, 2/882, رقم: 2391
  16. أبو فارس, محمد عبد القادر, الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ص: 61 بتصرف
  17. نفس المرجع السابق, ص: 61
  18. السرجاني, راغب, موقع قصة الإسلام
  19. تهذيب سيرة ابن هشام, ص 112.
  20. السيرة النبوية لابن كثير, 2/245
  21. السيرة النبوية للسرجاني, 5/14
  22. المصدر السابق
  23. أبو مريم محمد الجريتلي (2011-12-24)، “السنن الإلهية وأثرها في فهم الواقع”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-16. بتصرّف.
  24. مقدمة ابن خلدون, / 272-274
  25. صادق, مدحت, فـرق العمل في عالم الحيوان, مجلة القافلة
  26. تشارلز ب دايغرت, النجاح جهد جماعي, ترجمة: سعيد الأسعد, ص: 33
  27. الفقي, إبراهيم, العمل الجماعي, ص: 8
  28. إيمي سي إد موند سون, العمل الجماعي من أجل الابتكار, ترجمة: سارة عادل, ص: 10
  29. الفقي, ابراهيم, العمل الجماعي, ص: 11
  30. تشارلز ب دايغرت, النجاح جهد جماعي, ترجمة: سعيد الأسعد, ص: 31
Leave A Reply

Your email address will not be published.