فوائد مهمة من كتاب: {قواعد وأحكام مهمة للعاملين والمهتمين بشؤون الأمة}

438

تأليف فضيلة الشيخ: إسماعيل المجذوب

ليس كل استدلال بالقرآن أو السنة صوابا:

الاستدلال بالقرآن أو بالسنة قد يكون صحيحا وقد يكون غير صحيح

وعدم صحة الاستدلال له أسباب أهمها ثلاثة:

1_ أخذ العلم ن بطون الكتب بالمطالعة مع البعد عن العلماء

2_ ضعف علم المستدل وقلة اطلاعه وإن أخذ شيئا من العلم على أيدي العلماء

3_ غلبة الأهواء فيلجأ أهلها إلى ما تشابه من الآيات أوالأحاديث يحتجون بها على ما يوافق أهوائهم فيقبل أفكارهم من كان بعيدا عن اعلم والعلماء

لا إنكار في مسائل الاجتهاد:

قَالَ الْعُلَمَاءُ الْمُصَنِّفُونَ فِي الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ: إنَّ مِثْلَ هَذِهِ الْمَسَائِلِ الِاجْتِهَادِيَّةِ لَا تُنْكَرُ بِالْيَدِ وَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يُلْزِمَ النَّاسَ بِاتِّبَاعِهِ فِيهَا؛ وَلَكِنْ يَتَكَلَّمُ فِيهَا بِالْحُجَجِ الْعِلْمِيَّةِ فَمَنْ تَبَيَّنَ لَهُ صِحَّةُ أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ تَبِعَهُ وَمَنْ قَلَّدَ أَهْلَ الْقَوْلِ الْآخَرِ فَلَا إنْكَارَ عَلَيْهِ.

تكفير مسلم بغير حق من أكبر المحرمات:

من المحرمات التي تجعل المسلم على خطر عظيم أن يحكم على مسلم بالكفر إلا إذا ظهر منه كفر بيّن واضح, وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المعصية وبين أنها كبيرة مهلكة تشبه كبيرة قتل المؤمن لأخيه متعمدا.

قال صلى الله عليه وسلم: ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله” رواه البخاري

وقد ضل أناس من هذه الأمة فكفّروا المسلم إذا ارتكب معصية من الكبائر وضل آخرون فكفّروا إخوانهم بخطأ أو بشبهة.

الاجتهاديات لا تعامل معاملة القطعيات:

إن التفريق بين الاجتهاديات والقطعيات بديهي عند من رزقهم الله سعة العلم وقوة الفهم, يقول المجتهد قوله الاجتهادي محترما لاجتهادات إخوانه المخالفة لاجتهاده, ومقرا بفضلهم وعلمهم, ويأخذ المتعلم برأي مجتهد وهو محترم للاجتهادات الأخرى, وأما من ضاق علمهم ومالوا إلى اجتهادات يميلون إليها لبعض العلماء, أو اجتهدوا في بعض المسائل مع قلة أهليتهم فكثيرا ما يقطعون بتلك الاجتهادات, وربما نجد من يأخذ حكما اجتهاديا يقطع به لجهله, وربما نراه يوالي عليه ويعادي عليه مع أن صاحب هذا الراي الاجتهادي لا يقطع بهذا الحكم.

أمران على الدعاة الاهتمام بهما:

من أهم الواجبات على العاملين في الحقل الإسلامي من أجل العمل على توضيح حقائق الإسلام أن يهتموا بأمرين:

1_ أن يستعملوا الحكمة في عرض الإسلام

2_ أن يحذروا من أن يصبغوا الإسلام بصبغاتهم الخاصة في آرائهم واجتهاداتهم وتصرفاتهم لأن كل فرد وكل جماعة قد يصيبون وقد يخطئون, ولا يوجد بعد النبي صلى الله عليه وسلم أحد معصوم.

ضابط العلاقة بين الأتباع والمتبوعين:

من أخطر جوانب الجاهلية المنتشرة في مجتمعاتنا أن يتربى الأتباع على الولاء المطلق للمتبوعين والشيوخ والقادة حتى يكون ارتباطهم بهم أقوى من ارتباطهم بالمبادئ والأحكام الشرعية مما يسبب الانحرافات ويثير العداوة والبغضاء بين جماعات المسلمين.

قال ابن تيمية رحمه الله: وَلَيْسَ لِلْمُعَلِّمِينَ أَنْ يحزبوا النَّاسَ وَيَفْعَلُوا مَا يُلْقِي بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ وَلَيْسَ لِأَحَدِ مِنْهُمْ أَنْ يَأْخُذَ عَلَى أَحَدٍ عَهْدًا بِمُوَافَقَتِهِ عَلَى كُلِّ مَا يُرِيدُهُ؛ وَمُوَالَاةِ مَنْ يُوَالِيهِ؛ وَمُعَادَاةِ مَنْ يُعَادِيهِ بَلْ مَنْ فَعَلَ هَذَا كَانَ مَنْ جِنْسِ جنكيزخان وَأَمْثَالِهِ.

التحذير من الخضوع لغلبة العواطف:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى }

وإذا كانت تشريعات الله تمنع المسلمين من الخضوع لعواطفهم في ظلم أعدائهم من الكافرين فمن باب أولى أن يمتنعوا من الخضوع لعواطفهم في ظلم إخوانهم.

لقد غلبت عواطف الانتماء للأقرباء والجماعات في عصور مختلفة كثيرا من المسلمين , فلا يرون الحق والخير والصواب إلا عند أنفسهم وأحبابهم, ولا يرون عند من يخالفهم إلا الخطأ والباطل وقد وصل الأمر في هذا الانحراف عن الصراط المستقيم إلى ما يسر أعداء الإسلام من مقاتلة بعض المسلمين بعضا.

التحذير من التكفير بلازم القول ومآله:

من قال قولا ولزم منه قولا آخر فلا يلزمه القول الآخر إلا إذا عرض عليه ذلك اللازم وقبل به.

قال ابن حزم: وأما من كفّر الناس بما تؤول إليه أقوالهم فخطأ, لأنه كذب على الخصم وتقويل له مالم يقل.

قال الشوكاني: وقد علم كل من كان من الأعلام أن التكفير بالإلزام من أعظم مزالق الأقدام.

وقفة مع عبارة: {الآحاد لا يفيد العلم}:

فإن قلت: ما معنى قولهم: {الآحاد لا يفيد العلم}

فالجواب: أنهم يريدون لا يفيد العلم القطعي الذي تبنى عليه أمور الإيمان الأساسية التي يكفر منكرها.

ومن الأمور المهمة في هذا أن عبارة: “متواتر قطعي” , وعبارة: “المتواتر يفيد العلم” بمعانيها التي شاعت في عصور متأخرة كلها محدثة لم تكن موجودة في عصر التابعين ولا عصر تلاميذهم ولا فيمن سبقهم, ولذلك لا تجد في كلام علماء تلك العصور ولا في كتب السنة ذاكرا لها ولا ذكر لما بني عليها.

لتحميل الكتاب كاملا:

هنا

Leave A Reply

Your email address will not be published.